يأتي ملتقى الشباب – الأول و السودان يمر بمحنة تعتبر المنعطف التاريخي الأقسى خلال تاريخه الحديث (1821- 2024)، في ظل ظروف إقليمية ونزاعات دولية قد تفقدنا السودان وتشتت المجتمعات السودانية وتدخلها في دومات فقدان متكرر ومستمر، مما يعني إنهيار الدولة و ضياع المستقبل تحت ركام تشظي الحاضر، ومع حلول العام الحالي (2024م ) تكمل ثورة اللواء الأبيض مئتي عام (1924-2024)، الثورة التي إنطلقت بأيدي سودانية وعقول شبابه في تلك الظروف نحو "تحرر وطني " . وفي ظل هذا المخيال السياسي الذي نستدعيه الآن من خلال اللحظة في سبيل بناء "وعي قومي" يقوده الشباب كتطلع من أجل المستقبل و مصابيح السودان القادمة، تعزيزاً لدورهم في الحاضر و تشيد من أجل القادم.
تعتبر فئة الشباب من أهم الفئات الإجتماعية التي تستند عليها المجتمعات في مجالات تنمية و رقي المجتمع، وتعود أهمية فئة الشباب في أنها الفئة التي تحمل المستقبل وتعمل على إستمرارية المجتمع في التقدم و الإزدهار. حسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية في السودان فإن حوالي 55% من المجتمع السوداني من الشباب بكافة قطاعاتهم المختلفة وتوزيع الجغرافي وتنوعهم الإجتماعي، مما يضع السودان في مقدمة الدول التي تمثل فيها فئة الشباب أكثر من نصف المجتمع، وتعتبر هذه المميزات مهددة أمام عدم إستجابة مؤسسات الدولة الإجتماعية أو منظمات المجتمع المدني لمتطلبات فئة الشباب مما يجعلهم معرضون لمخاطر مختلفة تهدد تماسك المجتمع، سواء الإنخراط في المجموعات المسلحة أو التجارة في الممنوعات و انتشارها وسطهم بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية.
على المستوى المحلى للسودان تم وضع السياسة الوطنية للشباب و التي وضعت في (2017م) ليتم المصادقة عليها (2022م) من قبل مجلس الوزراء، أما على الصعيد العالمي فقد صادق السودان على الميثاق الافريقى للشباب والتي تعتبر أولى المواثيق الدولية الخاصة بالشباب ويتلخص دور الوثيقتين في الآتى : الاستراتيجية الوطنية للشباب : وضع السودان استراتيجية وطنية للشباب وضعتها وزارة الشباب والرياضة والمنظمات والمؤسسات المختصة في الشأن الشبابي ،وتقوم الاستراتيجية الوطنية للشباب على (رعاية وتنمية وتمكين الشباب السوداني ليكونوا قادرين على تحقيق تطلعاتهم ومستجدات العصر وتحدياته بكفاءة وتحقيق التنمية المستدامة لوطنهم في إطار الالتزام والمحافظة على القيم والمعتقدات والموروثات السودانية) وقد هدفت الاستراتيجية إلى تنمية قدرات الشباب المعرفية والإنتاجية والثقافية والصحية وتطوير سلوك شبابي مواكب وترقية الوعي الشبابي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وبيئياً.
يسعى الملتقى إلى الخروج بمجموعة من المقترحات والتوصيات المرتبطة بالإشكالات الراهنة في قضايا الدولة ونظام الحكم، والتنمية، والمجتمع المدني، والأوضاع الإنسانية بالسودان، على أن ترفع هذه التوصيات إلى مؤسسات الدولة المعنية والقوى السياسية الفاعلة في السودان.
كما يهدف الملتقى إلى أن تقوم مخرجاته على ركيزتين أساسيتين، أن تكون معرفيةً وملتزمةً بمنهجية علمية صارمة، وأن تكون صادرة عن عقول شابة. حيث يطمح الملتقى إلى فتح أفق جديد في الطرح السياسي والسياساتي في السودان بما يتجاوز ما درج عليه الفضاء السياسي السوداني عادةً. نطمح إلى تقديم إسهام عملي وعلمي تقوم عليه برامج ورؤى تحسن الأوضاع المعيشية لعموم أهل السودان وتدفع بهم نحو الرفاه بصورة عادلة.
يطمح المتلقى كذلك إلى طرح نموذج جديد في العمل العام، باستهداف مؤسسات الدولة والعمل على إصلاحها وبناء معارف تراكمية لخدمتها. تضع هذه الرؤية مؤسسات الدولة نصب عينيها باعتبارها كياناً مستمراً رغم تقلب الأنظمة السياسية وخادمة، بصورة أو بأخرى، لمصالحٍ جماعية للسودانيين. ولكن، تراعي هذه الرؤية السياق السياسي والاقتصاد-سياسي المؤثر على هذه المؤسسات وعلى انحيازاتها وواقع عملها، مما يتطلب عملاً متعدد المسارات، يتزامن فيه الضغط السياسي لتغيير المصالح التي يخدمها جهاز الدولة مع العمل على إكسابه خبرة ومعارف تراكمية.
شباب ناهض لوطن ينهض، النهضة فيما عنها البلاغي الذي نقصده هنا هو التنمية التي يجب أن ينظر لها السودانيين من واقع تجربتهم، فقد إختبر السودان جميع أساليب الوصول إلى مسألة تمكن بعض فئات ونخبه الإجتماعية أن تصل إلى مقاليد السلطة في ظل غياب أو إنعدام مشاريع، تعمل على الفصل بين النظام السياسي و السلطة و الدولة، فتحولت الدولة إلى غنيمة، هنا نريد أن يكون الشباب مشارك أصيل في وضعية شروط الوصول للسلطة وطبيعة النظام السياسي ومشروع الدولة الوطنية الذي تحول إلى إسطورة على لسان "الساسة". وطن ينهض هو المعنى و الامل المرجو الوصول له من خلال مثل هذه الملتقيات التي يجب أن تعزز الدور وتعكس التنوع وهي فرصة أن يلتقي فيه اهل السياسة و الدولة و الشباب المتطلع إلى المستقبل بحيث يكون هناك رؤية واستراتيجية واضحة لما بعد الحرب وايضا ايستراتيجية شبابية وطنية وفق روح المستقبل و تطلع الأمة السودانية.
يشمل الملتقى 8 مواضيع أساسية ويناقش 15 ورقة مرجعية كما يظهر أدناه. يناقش الملتقى هذه المواضيع من منظور معني بالراهن الحالي، ممثلاً في حرب ال15 من أبريل، ويحاول الوصول إلى توصيات عملية في هذه القضايا بما يسهل حياة المواطنين خلال فترة الحرب ويدعم جهود إعادة الإعمار بعدها.
عدد الأوراق: (1)
عدد الأوراق: (2)
عدد الأوراق: (2)
عدد الأوراق: (4)
عدد الأوراق: (2)
عدد الأوراق: (1)
عدد الأوراق: (1)
عدد الأوراق: (1)
يستهدف الملتقى مشاركة القوى الشبابية السياسية والأكاديمية و المشتغلة على المنظمات المجتمع المدني والأهلي، بالإضافة إلى عموم الشباب المشتغلين على الهم الجماعي. يستهدف الملتقى أيضاً المجموعات التطوعية التي ينشط فيها الشباب وفق الواقع الذي أفرزته شروط العمل الطوعي في السودان خلال عقود سابقة، وسيعمل الملتقى على إشراك مجموعات المعاقين و ذوي الإحتياجات الخاصة، فهي فئات شبابية مهمة وشرائح يجب تعزيز دورها في المجال العام في السودان.
وعلى وجه التحديد، الفئات الشبابية المشاركة هي:
الموقع في الملتقى | العدد المتوقع |
---|---|
ممثلي من مختلف الولايات | 90 |
مقدمي أوراق | 12 |
مدعويين لمختلف الجهات | 28 |
المجموع | 130 |
من المتوقع ان يستمر الملتقى حوالي ثلاثة أيام مقسمة كالتالي:
ستكون المشاركة عبر رابط قوقل بحيث نختار من بين المقدمين حوالي (90) مشارك مقسمة على (18 ولاية ) بواقع (خمسة) مشاركين لكل ولاية ، وسيقسم المشاركين منذ تقديمهم على المحاور الستة المحددة، بحيث يحتوي كل محور على (16 مشارك ).